للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

الكبير الذي انتابني وأنا أحرر المقال سيوحي إلي اللفظة الجديدة التي أصبحت كلاسيكية اليوم في الجزائر. فقد عنونت مقالي: (مثقفون أم مثيقفون؟ (١)).

وألقيته كالبصاق في وجه فرحات عباس.

وقد انتظرنا، أنا ومحمد بن ساعي، بتلهف شديد صدور المقال في صحيفة (La Défense) لصاحبها الأمين لعمودي الذي أرسلته له

بالبريد المضمون.

وخاب انتظارنا, فشهران بعدها وبمناسبة وصول وفد المؤتمر الإسلامي الجزائري الذي كان قد ولد في جو من الحماس الشعبي، بفضل جهود لعمودي نفسه، شرح لنا هذا الأخير رفضه نشر مقالي لأنه (يتسم بالعنف). لقد كان (يتضمن درجة من العنف بحيث لن يترك أملا لفرحات عباس في الساحة السياسية).

وأضاف لعمودي:

- لدينا قلة من رجال السياسة ولا ينبغي تحطيمهم. حكمة (الأهالي) (sagesse(indigène) هذه سأجدها وبمزيد من غياب الوعي لدى (العلماء) الذين لاموني لوما شديدا لتهجماتي على بن جلول وزمرته، زمرة استولت على قيادة المؤتمر الإسلامي، وهو العمل السياسي الوحيد الذي رأى النور في الجزائر منذ أن أصبح هناك (بوليتيك) جزائري.


(١) ? Intellectuels ou intellectomanes ترجم بن نبي نفسه كلمة (intellectomane)، وهي من وحي فكره، بعبارة (مثيقف). أنظر (مذكرات شاهد القرن، الجزء الثاني: الطالب). (المترجم).