بأدب كبير العديد من الأسئلة: إنه محافظ شرطة المدينة. وأنا أفهمه وكان ثمة سببان يدفعانه للاهتمام بالمحاضرة: فهي المرة الأول التي يسمع فيها أحد (الأهالي) يطرح بكل وضوح قضيتي الإنسان والتراب، من جهة كما أن وظيفته تفرض عليه أن يجمع أقصى ما يمكن من التفاصيل، من جهة أخرى.
غير أن الجهد كان ضائعا من وجهة نطر مسلمة. لم أقل للناس انتخبوني ونوموا في سلام. على العكس، كنت أقول لهم لا تنتخبوا أحدا، أفيقوا وانهضوا من سباتكم. سبق أن رأيت في احتيال بن جلول نوعا من القرحة الانتحابية التي بدأت تحمر الوعي الشعبي الذي استيقظ منذ مدة قصيرة بفضل النشاط المناهض للمرابطية التي بدأت آخر أصدائها تضيع الآن وسط زعيق المعرض الانتخابي. الإسلام نفسه أصبح لافتة انتخابية ... وها هو سيسبان يعد ناخبي باتنة في حال انتخابه أنه سيخص مدينته بمسجد جديد. وكان بن ساعي، الذي روى لي الأمر مع شهيق في الصوت، بكل تأكيد الوحيد الذي تبين الانحدار الذي سلكناه. انحدار يوصل بعيدا: حتى الانتخابات البلدية التي خاضتها (الحركة من أجل انتصار الحريات الديمقراطية) (MTLD) في ١٩٤٧ باسم الإسلام، وهي انتخابات مكنت أميين وخونة مبرئين وتجار عرفوا كيف ينمون تجارتهم، وعمال عرفوا كيف يحافظون على مناصبهم في زمن نايجيلان (Naegelan) من الفوز على حساب مثقفين مخلصين ونزهاء على