ومن جهة أخرى، وفي انتخابات الجمعية الجزائرية، فإن (الاتحاد الديمقراطي لأحباب البيان) (UDMA) هو بالصدفة من يهزم خالدي مرة أخرى لصالح مرشح الإدارة: محام من خنشلة الذي ضحت في سبيله بمرشحها نفسه المسمى كموش ببرقية.
هذا هو المنحدر الخطير الذي وضع فيه بن جلول وشريكه فرحات عباس الضمير الجزائري منذ ١٩٣٦. كان يجب انتظار سنة ١٩٤٧ لنرى أبشع الممارسات والخيانات الجلية تتدثر بلحاف الإسلام والوطن.
والحاصل أن التقاليد الجديدة للبوليتيك الجزائري بدأت ترسخ في العادات والذهنيات.
في أواخر ١٩٣٨ أو بدايات ١٩٣٩، جرت انتخابات للمجلس العام في دائرة تبسة، عين البيضاء وخنشلة.
وبدون علمي، قام سكان من تبسة بتقديم اسمي واقترحوه على سكان عين البيضاء وخنشلة ضد اسم بومالي. جرى هذا الاجتماع في منزل أحد أعيان مدينة عين البيضاء. واتفق كل الذين حضروا على ترشيحي. فجأة توقفت سيارة أمام الباب، كانت تقل بطلي البوليتيك الجزائري فرحات عباس وبن جلول متبوعين ببطل من نفس الفصيلة هو بن جامع. فأعيد النظر في الأمر. فالقادمون الجدد لم يجرؤا على مواجهة الرأي العام مباشرة فيأخذوا على أنفسهم اسم بومالي المتورط منذ قضية الاستقالات إلا أنهم ناوروا لإبعاد ترشيحي. وهل تعلمون، أيها الشبان - جزائريو المستقبل- من الذي اقترحه أبطال الجزائر؟ اقترحوا بكل بساطة اسم أحد الأميين، (المنتخب الحر) في الجمعية