للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

كم يحز في نفسي ويدمي قلبي أن أرى هذا الجيل الجزائري الرائع المليء بالاقتناع، ومن طيبة النفس والقلب يوجه للذل والهوان. وهذا هو الشعور الذي ينتابني وأنا أسير جوار معهد بن باديس حيث أرى وجوها نيرة لشباب معد بكل أسف لما اصطلح على تسميته (الثقافة الإسلامية).

غير أن لله تعالى دون شك أهدافا لا يمكن لأي إنسان أن يدركها. فجمعية (العلماء)، وبخاصة بعد رحيل الشيخ الجليل والطيب بن باديس تعد من هذه الأهداف المغلقة التي تستعصي على إدراك الذكاء الإنساني.

والبوليتيك الجزائري أيضا من هذه الأهداف. على أية حال، أصابني التقزز مع بدايات سنة ١٩٣٨ إلى درجة النفور من الإقامة بتبسة أو بالجزائر قاطبة. وجاءت مصادفة سعيدة بعد أن طلبني بعض المناضلين الذين بقوا على وفائهم للمؤتمر الإسلامي لأقود جمعيتهم في مرسيليا. وكان علي أن أسافر إلى هذه المدينة في شهر أفريل. وكان اللقاء بهؤلاء المناضلين الطيبين غاية في الود والترحاب.

ستتوقف معرفتي بالشعب الجزائري - بعظمته وانتكاساته - هنا. فحياة المسلمين بمرسيليا هي مشهد معبر لكل من أراد أن يتعلم نقاط الضعف الداخلية والخارجية للمجتمع المسلم.

يجب أن أقول بداية أن وصولي مرسيليا صادف حفلا نظمته (المنظمات الديمقراطية) في مرسيليا على شرف بيرنار لوكاش الذي