للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

«يوشِك الرجل متكئا على أريكتِهِ يحدث بحديثٍ من حديثي فيقول: بيننا وبينكم كتاب اللَّه عز وجل، فما وجدنا فيه من حلالٍ استحللناه، وما وجدنا فيه من حرام حرمناه!! ألا وإن ما حرم رسول اللَّه صَلَّى اللَّه عليْهِ وسَلَّم مثل ما حرم اللَّه» .

رواه الترمذي وابن ماجه.

ــ

٨٧ - حسن - رواه الترمذي كتاب العلم (٥ / ٣٧) (رقم: ٢٦٦٤) ، وابن ماجه كتاب المقدمة (١ / ٦) (رقم: ١٢) ، وأحمد (٤ / ١٣٢) ، والدارمي (١ / ١١٧) (رقم: ٥٩٢) ، والطبراني (٢٠ / ٢٧٤) (رقم: ٦٤٩) والبيهقي (٧ / ٧٦) ، (٩ / ٣٣١) والحاكم (١ / ١٠٩) من طريق معاوية بن صالح عن الحسن بن جابر اللخمي عن المقدام.

وهذا لفظ ابن ماجه.

ورواه أبو داود كتاب السنة (٤ / ٢٠٠) (رقم: ٤٦٠٤) ، وأحمد (٤ / ١٣١) ، والطبراني (٢٠ / ٢٨٣) (رقم: ٦٧٠) ، والبيهقي في "دلائل النبوة" (٦ / ٥٤٩) من طريق حريز بن عثمان عن ابن أبي عوف عن المقدام.

ورواه ابن حبان (١ / ١٨٩) (رقم: ١٢) ، والطبراني (٢٠ / ٢٨٣) (رقم: ٦٦٩) ، والبيهقي (٩ / ٣٣٢) من طريق مروان بن رؤبة عن ابن أبي عوف عن المقدام نحوه.

وللحديث شواهد منها حديث أبي رافع:

رواه أبو داود (رقم: ٤٦٠٥) ، والترمذي (رقم: ٢٦٦٣) ، وابن ماجه (رقم: ١٣) ، والحميدي (٥٥١) ، وابن حبان (١ / ١٩٠) (رقم: ١٣) .

قال الإمام الخطابي رحمه اللَّه:

قوله: أوتيت الكتاب ومثله معه يحتمل وجهين:

أحدهما: أن معناه أنه أوتي من الوحي الباطن غير المتلو مثل ما أعطي من الظاهر المتلو.

والثاني: أنه أوتي الكتاب وحْيا يتلى، وأوتي من البيان مثله، أي: أذن له أن يبين ما في الكتاب فيعم ويخص ويزيد ويشرح ما في الكتاب، فيكون في وجوب العمل به ولزوم قبوله كالظاهر المتلو من القرآن.

وقوله: «يوشك رجل شبعان. . .» يحذر بهذا القول من مخالفة السنن التي سنها مما ليس له من القرآن ذكر على ما ذهبت إليه الخوارج والروافض؛ فإنهم تمثلوا بظاهر القرآن وتركوا السنن التي ضمنت بيان الكتاب فتحيروا وضلوا.

وأراد بقوله: «متكئ على أريكته» أنه من أصحاب الترفه والدعة الذين لزموا البيوت ولم يطلبوا العلم من مظانه.

وقد دل الحديث على معجزة للنبي صَلَّى اللَّه عليْهِ وسَلَّم.

قال الشيخ محمد محمد أبو شهبة رحمه اللَّه:

وقد دل الحديث على معجزة للنبي صَلَّى اللَّه عليْهِ وسَلَّم فقد ظهرت فئة في القديم والحديث تدعو إِلى هذه الدعوة الخبيثة وهي الاكتفاء بالقرآن عن الأحاديث، وغرضهم هدم نصف الدين، أو إن شئت فقل: الدين كله! لأنه إذا أهملت الأحاديث والسنن فسيؤدي ذلك ولا ريب إِلى استعجام كثير من القرآن على الأمة وعدم معرفة المراد منه، وإذا أهملت الأحاديث واستعجم القرآن فقل على الإسلام العفاء!

<<  <   >  >>