ولوازمها، والتي حرم عليها مجاوزة محلها من صفحات الجرائد والمجلات، وتمتمات رجال الإذاعة والتلفاز!
قال - صلى الله عليه وسلم -: "وإن أمتكم هذه جعل عافيتها في أولها، وسيصيب آخرها بلاء وأمور تنكرونها"(١).
فأول هذه الأمة لما قاموا بحقائق التوحيد ومقتضياته: علماً، وعملاً، واعتقاداً، وسلوكاً؛ أظلتهم الرحمة، وغشيتهم العافية، وضمن لهم مولاهم تبارك وتعالى: النصر، والعلو، والتمكين، ولو اجتمع عليهم من بأقطار المعمورة حتى يسبي بعضهم بعضاً، ويقتل بعضهم بعضاً.
وآخر هذه الأمة لما غفل كثير من المنتسبين إليها عن: معنى التوحيد وأركانه وشروطه، وضاع فرقانه بينهم، واختلطت أعلامه بأعلام ضده ونقيضه من الشرك والإلحاد، ومن ثم عاد مختزلاً بينهم: تارة في النطق فقط، وتارة في الاعتقاد دون العمل، وتارة في الانتساب المزيف، وتارة في إرث موروث بلا بينة ولا برهان، وتارة في شهادات الميلاد وبطاقات الرشد وجوازات المرور ...
وترتب على تلك الغفلة:
* تسلط الأعداء ومعاينة البلاء حتى صار أمرنا كالغنم المائجة على وجهها هربا من ذئاب رعاتها وأعدائها، لا تدري لماذا الفرار ولا أين القرار.
* ضياع الأمانة الملقاة على عاتق الأمة.
* قلب الموازين والقيم.
* تأمين الخائن والزنديق.
* تخوين المؤمن الأمين.
* ترئيس العتاة المتكبرين.
* العمل على استئصال الموحدين المخلصين.
* السعي على ظهور وعلو المفسدين الضالين.
* رفع رايات الإلحاد والعلمانية.
(١) أخرجه الإمام أحمد في مسنده (٢/ ١٦١، ١٩١) والإمام مسلم في صحيحه - كتاب الإمارة برقم: ٤٦، والنسائي في البيعة وابن ماجه في الفتن.