أما السنة العملية فما لا ريب فيه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمر المسلمين باليمن بقتال قوم الأسود العنسى الذي ادعى النبوة في حياة صاحب الدعوة ودعا قومه فارتدوا واتبعوه، ومكن الله منه رجلين من المسلمين فقتلاه ليلاً في بيته وهو سكران.
وذكر النووى في شرحه لصحيح مسلم أنه عليه السلام أمر، بقتل عبد الله بن أبي سرح حين ارتد يوم فتح مكة، ولكن عثمان بن عفان - رضي الله عنه -، وكان عبد الله أخاه من الرضاعة دعاه إلى الإسلام فأعلن إسلامه مرة أخرى أمام النبي - صلى الله عليه وسلم -. وستأتي وقائع أخرى قتل فيها مرتدون في حياة صاحب الدعوة.
ومن السنة العملية قتال أبي بكر بإجماع صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - للمرتدين من قبائل العرب، وللذين منعوا إعطاء الزكاة لخليفة رسول الله أبي بكر - رضي الله عنه -، ولنا عةد لحروب الردة سيأتي في موضعه من هذا الكتاب إن شاء الله.
والخلاصة أن حديث:"من بدَّل دينه فاقتلوه" لم يعد مع كل هذه الشواهد القولية والعملية حديث آحاد. بل هو من التواتر المعنوي فضلاً