لقد كانت الضرائب تدفع على النحو الذي ذكرنا، إلى أن كان الغزو الفرنسي. واليوم، وبما أن هذا الشعب لا يعرف ملكا شرعيا ولا ظاهرا في البلاد، فإن كل مالك سيوزع أعشاره بنفسه على الفقراء.
وليكسب ثقة هذا الشعب، فإن باي قسنطينة، بدلا من أن يشترط حمولة بعير من القمح وأخرى من الشعير عن كل محراث، فقد اكتفى بأن يقبض مكان ذلك مبلغ ١٥ فرنكا، كما أنه اكترى للفلاحين، مقابل سبعة وعشرين فرنكا، كل ما يمكن أن يغطيه طوال السنة محراث يجره ثوران.
يقوم القادة أو جباة الضرائب بالإحصاء عندما تجمع المحاصيل. وقد يحدث في كثير من الأحيان، أن هؤلاء الجباة يبقون لأنفسهم جزءا من الضرائب، ويتركون منها جزءا آخر للفلاحين، فيترتب عن ذلك أن الدولة لا تقبض جميع مدخولاتها. وعلى الرغم من أن الباي كان على علم بوقوع مثل ذلك التفاهم، فإنه كان يغمض عينيه لكي لا يثبط عزائم الفلاحين وليكسب الشعب حوله ويبين اعتداله.
أما عن مقاطعة الغرب، فإنني أجهل وضعها الحالي، ولا أعرف شيئا عن فلاحتها ولا عمن تدفع إليه الضرائب.
إن مقاطعة التيطري فقيرة، خاصة بعد الزيارة التي أداها لها الجنرال كلوزيل. ويعتبر جميع البدو والقبائل أن سكان التيطري من ألد أعدائهم لأنهم لم يبدون العداوة للفرنسيين، ويتهمونهم بالتفاهم معهم وبأنهم لم يخبروهم بوصول الجيش الفرنسي، ولو فعلوا لوفروا لهم الوقت الكافي لاتخاذ التدابير