عندما وصل بو مزراق مصطفى، باي التيطري الذي سبق أن تكلمنا عنه، إلى المدية وضع مشرعا جنونيا لإعلان نفسه باشا أو رئيسا مستقلا للإيالة: فنظم ديوانه، وعين من بين الأتراك خزناجيا وآغا، وسك العملة. وبعد ذلك، تام بأعمال تعسفية، واختلاسات وجرائم مختلفة. وأرسل آغا، لإجبار القبائل المجاورة لمدينة الجزائر على أن تدفع له دراهمها وكل ما تملك بحجة أنها كانت تحمل المؤن لتغذيه الفرنسيين في المدية، وكتب كذلك إلى باي وهران لينجده بالأموال والذخائر الحربية والقهوة، وقد ثبت لي أن هذا الباي أرسل له كل ما طلب واعدا إياه بأنه سيضم إلى قضيته عندما يحين الأوان. وبعث باي التيطري نفس البيان إلى باي قسنطينة، ولكن هذا الأخير رفض طلبه وأجابه قائلا:(إننا متساويان، ولا فضل لأحدنا على الآخر).
ثم حذره من أن يوجه إليه مثل هذه الطلبات في المستقبل، وأخبره بأنه لن يستسلم له كما دعاه إلى الاهتمام بشؤونه الخاصة. وأراد مصطفى أن يجدد