بعد أن قدمت ما أمكنني من تفاصيل حول تأسيس الحكومة التركية في الجزائر والقواعد التي تقوم عليها، وكذلك التجاوزات والأسباب التي أدت إلى انحطاطها، آخذ القلم، الآن، لأفسر عظمتها في داخل الإيالة.
كان أول ما يهتم به البايات، عندما ينصبون، هو العمل على تحقيق أمن الطرقات حتى يستطيع الضعيف أن يتنقل من مكان لآخر دون أن يحتاج لحماية القوات المسلحة. وكانت كل قبيلة مجبرة على مساندة ذلك الإجراء لكي يستتب الأمن بينها وبين جاراتها.
وإذا وقع قتل، فإن أعيان المنطقة التي وجدت فيها الجثة يصبحون مسؤولين عن القاتل، ويتحتم عليهم أن يبحثوا عنه، وإن لم يفعلوا يكونوا مجبرين على دفع ضريبة قدرها ألف سلطاني (١٠ آلاف فرنك) يوزع هذا