تسكن الجزائر طبقات مختلفة من الناس، وكان سكانها في الأصل من العرب الذين فروا من إسبانيا عندما كان الإسبانيون يستعملون مضيق جبل طارق لاقتراف جريمة الإغراق إلى درجة أن عدد الضحايا بلغ ثلاثة ملايين نسمة. وفي ذلك الحين جاء الأتراك لنجدتهم، ولقد عرفنا التاريخ بهذه الفترة المشؤومة حق المعرفة. وإذن، فإن جزءا كبيرا من سكان مدينة الجزائر مكون من العرب والأتراك. والأطفال الذين يولدون نتيجة الزواج بين هذين الصنفين يسمون الكراغلة. ويسكن المدينة، أيضا، أعراب وقبائل لهم نفس عادات ونفس حضارة العرب والأتراك. وإن مر الزمن قد أتى على الأصول الأولى وأصبح جميع الذين يسكنون مدينة الجزائر اليوم يسمون جزائريين.
ولهؤلاء السكان صفات خاصة وأخرى عامة، وإن المناخ لذو تأثير كبير على طبيعة الإنسان. وعلى العموم، فإن سكان هذه المدينة شجعان واجتماعيون وأوفياء للعهود وكرماء وبسطاء في نمط حياتهم ونظيفون في منازلهم، وصناعيون