كان هذا المقطاجي على علم بمؤامرة الخزناجي التي أشرنا إليها أعلاه، ولذلك أراد بكل مكر أن يتفاهم مع قائد الجنرالات لرفع الخزناجي إلى مرتبة داي واقترح على قائد الحملة أنه يحمل إليه مقابل ذلك رأس حسين داي ثم يبرم مع فرنسا معاهدة تكون حسب رغبتها ولكن الجنرال بورمون أجابه قائلا:(إنني لم آت لتشجيع القتالين وإنما لأحارب. وإنني لا أرضى باقتراح حسين باشا الرامي إلى تحديد شروط الاستسلام. إنني مبتهج لهذه العواطف الإنسانية، لأنه بعمله هذا يمنع سفك كثير من الدماء). وهكذا إذن وقع النقاش حول الاستسلام، وتم الاتفاق عليه من الطرفين كما يلي:
[اتفاقية بين قائد جنرالات الجيش الفرنسي وسمو داي الجزائر]
١ - يسلم حصن القصبة وجميع الحصون الأخرى التابعة للجزائر وكذلك ميناء هذه المدينة إلى الجيوش الفرنسية، هذا الصباح على الساعة العاشرة (حسب توقيت فرنسا).
٢ - يتعهد قائد جنرالات الجيش الفرنسي بأنه يترك لسمو داي الجزائر حريته وكذلك جميع ثرواته الشخصية.
٣ - الداي حر في الانسحاب مع أسرته وثرواته الخاصة إلى المكان الذي يحدده، وسيكون هو وكامل أفراد أسرته تحت حماية قائد جنرالات الجيش الفرنسي، وذلك طيلة المدة التي يبقاها في الجزائر، وستقوم فرقة من الحرس بالسهر على أمنه وأمن أسرته.
٤ - يضمن قائد الجنرالات نفس المزايا ونفس الحماية لجميع جنود الميليشيا.