عندما أيقن مصطفى، وزير البحرية، بأن الكارثة آتية لا ريب فيها، فتح صندوق النفقات اليومية، ووزع ما فيه من مبالغ على العمال، ثم أحرق السجلات، عندئذ أبحرت كثير من الأسر على متن قوارب الترسانة قاصدة بلاد القبائل وبجاية. وجاءت السفن التجارية المرافقة للحملة إلى المرسى، فنهبت الميناء، وأخذت السلاسل والحبالة والصوف التي كانت في الخنادق، والمراسي، والقنب ومجموعة أخرى من العتاد والذخائر، وتقدر كل هذه الأشياء التي أخذتها تلك السفن ليلا، بواسطة قواربها، نعم تقدر بمبالغ هائلة، ونحن نجهل إذا كان ذلك قد ثم بالاتفاق مع السلطة الفرنسية. ولكنني أعتقد أن كل واحد كان يأخذ لنفسه، لقد كان هناك ما يكفي الجميع، وكان اللصوص متفقين فيما بينهم فلا يوشي بعضهم ببعض. كانت تلك هي الثمرات الأولى للاحتلال وللحضارة الفرنسية؟