حساب جميع سكان الإيالة. وقد كانوا يحظون بجميع منافع ذلك الاحتكار، في حين أن تلك التجارة كانت تمنع علينا ولا نستطيع التمتع بما ينتج عنها من منفع ; لأننا لا نستطيع الشراء بنفس الأسعار التي يشترون بها هم.
وفي تلك الفترة سمعت أحد البولكباشيين يقول - وقد كان قائدا للحامية التركية في عنابة - إن كمية القمح التي صدرت إلى أوروبا في تلك السنة كانت تقدر بست وتسعين شحنة. وبما أنه كان يتقاضى رسما عن كل باخرة تحشن قمحا، فإن تصريحه جدير بالتصديق، ولا أشك في صحته. وقد كان ذلك الرسم يقدر بمربع ذهبي أو بثمانين فرنكا. وفي نفس تلك السنة وقع تصدير مائتين وأربعين ألف صاع قمحا من ميناء وهران، ولم تزد كلفة الصاع.
الواحد عن ست فرنكات بالنسبة لأولئك اليهود الذين كان البايات مجبرين على إرضائهم نظرا لأنهم كانوا يحظون برعاية الباشا. وعلى هذا الأساس، فإن عددا قليلا من السنوات كان كافيا للقضاء على جميع ثروات بلدنا الجليل.
وفي سنة ١٨٠٠ أصيبت الجزائر بمجاعة كبرى، ووقعت الحاجة إلى الأقوات، فأمر الداي لتموين البلاد، بالذهاب إلى موانئ البحر الأسود لشراء القمح. وقد بيع ذلك القمح بثمانية وعشرين فرنكا للصاع الواحد وعلى الرغم من ذلك كان لا بد من تنصيب الجنود عند باب كل مخزن. ونستطيع، أيضا، أن نقول بأن اليهود، الآن، قد وجدوا نفس الحظوة لدى الفرنسيين. إنهم قد حصلوا على إمتيازات هذا النوع من الاحتكار ولكن الفوائد ستكون أقل بكثير، وذلك بسبب الوضع الذي توجد فيه الايالة.