أذهان التونسيين الذين - بدلا من أن يستسلموا - أعلنوا أنهم يفضلون الموت عن آخرهم.
ومؤخرا، لقد أصدر التونسيون نفس الجواب عندما أرادت سردينيا أن تغزو بلادهم. وأذكر في هذا الصدد رسالة كتبت في تونس ونشرت في جريدة (لاتريبين) يوم ٢١ ماي ١٨٣٣ وكانت كالآتي:
(إن جميع الأفريقيين، الذين يسكنون نفس القارة، من بدو وقبائل قد شاهدوا ما جرى أخيرا، في الجزائر، ورأوا ما قام به الولاة الفرنسيون من تجاوزات، ولذلك؛ وبدلا من أن ينخدعوا بالكلام المعسول، فإنهم يفضلون الحرب إلى أن يموتوا عن آخرهم). وهكذا، أيضا، عقد التونسيون العزم على أن يدافعوا عن أنفسهم ضد الجزائريين.
ومن أكبر التجاوزات التي وقعت في عهد حكومة الأتراك بالجزائر هو إعطاء منصب الباي لأشخاص بلا مروءة ولا كفاءة.
وهكذا عين المسمى مصطفى بايا على وهران، وكان حظيا للخزناجي ومن صنائعه. وللحصول على ذلك المنصب كان قد وعد بتقديم مبالغ ضخمة من المال. ولم يكن لذلك الرجل أية علاقة بالمشائخ كما أنه لم يكن يعرف أنحاء تلك المقاطعة. وميزته الوحيدة تتمثل في نهب الشعب، وإرسال أسلابه لمجيره. وعلى أثر هذه الأوضاع السيئة غضب الشعب وثار، وكان على رأس الثورة المسمى، درغاوي، وقد استولى الثوار على معسكر بعد حصار قصير، ثم ساروا ضد وهران وحاصروها.
وعندما رأى مصطفى باي استحالة صد ذلك الجمهور من الناس ومحاربته،