للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الدفاع عن الجزائر. ثم ان الآغا الجديد قد دخل منزله بهدوء واطمئنان ليجمع غنائمه. وقد بلغني أن نبوغ هذا المحارب (الآغا الجديد) كان محصورا في اختياره للبنادق الطويلة. ليستعملها - هو نفسه - في إطلاق الرصاص على الفرنسيين!! وفي هذه الحالة ظن حسين باشا أن من الواجب إرسال الخزناجي إلى (برج مولاي حسن)، وكمل ما كان يطمح إليه هذا الرجل هو أن يستطيع نسج دسيسة تمكنه من كسب جميع الإنكشارية وجعلهم تحت أمره، ثم الإطاحة بحسين باشا ليستولي على الحكم. وعلى هذا الأساس قد وضح مشروعا يهدف إلى إبرام صلح مع الفرنسيين بالشروط التي يريدون اشتراطها، كما أنه سيقف نشيطا بجانبهم، عندعا يتحرك جيشهم صوب (برج مولاي حسن). وحينما رأى (الخزناجي) هجوم الفرنسيين عليه، أضاع شجاعته، واستولى عليه الرعب إلى غاية أنه ذعر ونسي أن يغلق أبواب البرج. أما أتباعه فقد أصبحوا أكثر منه ذعرا، فراحوا يفتشون عن جميع الوسائل التي تمكنهم من الفرار بأنفسهم. ثم لما رأى الخزناجي أنه بقي - تقريبا - وحيدا في وسط هذا الخطر المهدد، هرع في الحين إلى ذر مادة البارود في خط يربط مكان وجوده بمستودع البارود، ثم أضرم النار في المادة فتسربت إلى المستودع، فانفجر ونسف البرج. وكان من حسن الحظ أن ينفجر المستودع الصغير، دون الكبير الموجود أسفله، إذ لو انفجر هذا المستودع لكانت المدينة تقاسي أكثر مما قاسته، بسبب احتوائه على أكبر كمية من البارود، وقبل هذه الحادثة كانت لحسين باشا فكرة سامية في هذا الخزناجي، إذ كان كثيرا ما يستشيره ويأخذ برأيه.

وعندما دخل (بورمون) برج مولاي حسن) جمع حسين باشا جميع أمناء البلاد ووجهائها، ورجال التشريع الخ ... وشرح لهم الحالة الخطيرة التي توجد فيها مدينة الجزائر، ثم طلب منهم أن يبدوا نصائحهم، من أجل إيجاد وسيلة مفيدة لمعالجة الضرر. فقال لهم: (أصدقائي! لا جناح عليكم أن تعبروا - بصراحة - عن آرائكم: ففي مثل هذه الظروف قد

<<  <   >  >>