للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

معلومات معدة لتيجيل في الدفاتر اليومية وفي دفتر المقطاجي كما بينا ذلك أعلاه. ولقد أخذت هذه الأوراق وشتتت. ومن الممكن أن الفرنسيين الذين أخذوها كانوا يظنون بأنها تشتمل على معلومات ذات قيمة؛ بينما لم تكن لها، في الحقيقة أية أهمية. وهكذا، ضاعت الأوراق على الأرض، ولقد مشيت بنفسي على بعضها في حي القصبة. لقد كانت هناك، في ذلك الحين، فوضى وعدم نظام لا مثيل لهما.

كان قنصل السويد يملك ويسكن دارا للاستحمام. وكان ذلك المسكن محلى ومجهز بأفخر الأثاث وأواني الفضة وغيرها من الأشياء الثمينة. وعندما وصل الجنرال بورمون إلى أبي زريعة (١) طلب منه أن يخلي الدار ليفتح حيطانها على حد قوله، ويتمكن من مهاجمة حصن الأمبراطور. وبعد أن تشاور مع زملائه في هذا الشأن خضع القنصل لرغبة الجنرال، ولكنه حمله مسؤولية الخسائر التي قد تحدث من جراء هذا العمل العسكري. وقبل أن يخرج من داره؛ أخذ كل حذره، فجمع في بيت مستقل جميع الأشياء الثمينة ثم سد الأبواب. وعلى الرغم من هذه الاحتياطات، فقد أخذ كل شيء، وقطعت الأشجار، وقع تخريب لا مثيل له في جناحه. وظن القنصل المذكور أن من حقه أن يتقدم بطلب للمرشال بورمون قصد الحصول على قيمة الخسائر التي لحقت به ولما لم يتصل بأي جواب، اشتكى لحكومته التي أمرته بأن يتوجه إلى الحكومة الفرنسية، ولا أدري أين أصبحت القضية، وكل ما أستطيع قوله هو أن هذا القنصل كان رجلا فاضلا ونزيها، ويبدو أن ثروته كلها كانت مخزونة في جنان المسكن.


(١) هو الحي الذي ما زال يعرف بهذا الاسم، ويقع في غربي مدينة الجزائر.

<<  <   >  >>