وكل من كان يمكن أن تكون نصائحه مفيدة لصالح سكان المدينة والإيالة.
إن الهدف من هذه النشرة هو الكشف عن التجاوزات التي وقعت في الجزائر، والأخبار بأن انقسام سكان هذه المدينة، قد أضر كثيرا بمصالح الجميع، وأن جميع الأهواء المؤدية إلى التفكك، مثل الغيرة والطمع والحقد قد انتشرت، وكانت سببا في نفي بعض الأعيان وإخلاء المدينة، إن الشر هو المسيطر، والويل للمغلوبين ولقد كان الخلاف سائدا بين السكان وكل الأشخاص الذين استهوتهم تلك الغاية قد تقربوا من المارشال بورمون وأظهروا له إخلاصا لا حدود له لمواصلة مشاريعهم الجنونية آملين أنهم سيخلفون الفرنسيين فيما بعد.
ولكن، لقد مضت أكثر من ثلاث سنوات وهؤلاء ما يزالون يحكمون، وما نشاهده من سيرة هؤلاء السادة يجسم تماما تلك المساوىء المشتركة عند الناس أي حب الذات والأنانية، والضعف والعمى والكبرياء ليس هذا هو الوقت الذي تثار فيه الأحقاد بمثل هذه الدنايا والتفاصيل الشخصية، ولذلك، فإنني أفضل تعميم الأحداث لأقترب، بذلك، أكثر فأكثر من أسلوب المؤرخ الحقيقي، لعل الأجيال المقبلة تستفيد من بعض ما أرويه هنا.