للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

على هدوء البلاد وفي جميع الحالات، فإن ابن شاكر مغامر، ولا يمكن أن يكون تعيينه شرعيا. وهكذا، إذن، فإننا لن نواصل اعترافنا بسلطان الحاج أحمد باي فقط، وإنما ينبغي أيضا أن نعترف به كباشا ليتمكن من تهدئة القبائل والعرب، إنه سيخلف باشا السلطان، وبعد ذلك نطلب رأي السلطان فيوافق أو لا يوافق على هذا الإجراء. وفي الحين أرسل هذا القرار إلى الحاج أحمد، وأخبر بأن جميع السكان مستعدون لحمايته ضد أعدائه لأنهم يعتبرونه كباشا، وعندئذ توجه لمحاربة المتمردين وهزمهم. وليبرهن هؤلاء الأخيرون على خضوعهم، أرسلوا له رأس قائدهم. وزيادة على ذلك اشترط الحاج أحمد أن يسلم إليه المحركون الرئيسيون لهذه الثورة وعددهم عشرون، فينفيهم إلى تونس. غير أن عددا منهم قد هرب وتفرق في أوساط القبائل والعرب. وبعد ذلك دخل الحاج أحمد منتصرا إلى قسنطينة.

وبعد هذا الحادث، أرسل باي قسنطينة قرار أعيان هذه المقاطعة إلى باقي سكان الإيالة ودعاهم إلى طاعته ففعلوا. ثم طلب من سكان عنابة أن يرسلوا له كمية من الذخائر الحربية، وولى عليهم المسمى الحاج عمار الذي كان وكيلا له في تونس. ولكن الحاج عمار هذا كان يحظى بسمعة سيئة في عنابة، وكان يعتبر حاكما عاجزا، وبما أنه كان قد شغل هذا المنصب في نفس المنطقة، فإن السكان أصبحوا يقدرونه حق قدره.

وعلى هذا الأساس شق سكان عنابة عصا الطاعة؛ فلم يمتثلوا لأوامر الحاج أحمد باي ورفضوا أن يرسلوا له ما طلبه من ذخيرة، ولما أحس الباي

<<  <   >  >>