للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أن يستخبر هل أن الوشاية كانت لفائدة الصالح العام، أم هل هي لمجرد الانتقام. هناك مثل عندنا يقول: (إذا كان النمام مجنونا، يجب أن يكون المستمع عاقلا).

كيف يمكن أن تكون لهم نوايا عدوانية، وهم بدون سلاح ولا عتاد حربي ولا مدفعية، وعددهم قليل؟ لقد كان الأتراك في السلطة، وكانت لهم كنوز وجيش، وكان البايات معهم، وكانت لهم القصبة والحصون، ومع ذلك فإنهم لم يحاربوا الفرنسيين. وبدون كل هذه الموارد، هل يستطيعون التآمر ضدهم؟ كيف إذن، يمكن لقائد جيش أن يهتم يتقارير كاذبة، بعيدة كل البعد عن الحقيقة ولا تدل إلا على النوايا السيئة التي يضمرها أعداء الأمن العمومي.

وفيما يلي أذكر حادثا يدعم أقوالي: لقد تجمهر الناس ذات يوم بالقرب من القصبة وكانوا جميعا من المسلمين الذين يريدون تقديم شكوى ضد إهانات كان اليهود قد وجهوها إليهم، وفي الأخير أوفدوا من بينهم اثنين إلى الجنرال بورمون ليعرضا له موضوع الشكوى باسم الجميع. ولكن المبعوثين، بدلا من أن يقوما بالمهمة التي كلفا بأدائها، إنقادا لدعايات الماكرين وتقدما إلى الجنرال قائلين له: بأن الجماهير تشتكي من الأتراك.

صدق المارشال تقرير هذين الشخصين، وبذلك يكون قد اتخذ تدابير على أساس تصريح بسيط. إنني أسمح لذينك المتناورين وأغفر ذنبهما ونواياهما الخبيثة ولكنني لا أستطيع أبدا أن أسمح لرجل مثل السيد دوبرمون الذي يشتغل منصبا ساميا أن ينخدع لبعض الطامعين ويحكم في الأمور عن غير معرفة وبدون تفكير. ولو أنه حقق في القضية لعرف السبب الحقيقي الذي قاد للتجمع، ولما

<<  <   >  >>