والإحساس، ولقد شوهد في ميدان المعركة يظهر كل عطف الأبوة والزوج الصالح. وكما يقول الشاعر:(لا يعرف الحب إلا من كان عاشقا).
فالفرنسيون، إذن، لم يكن في استطاعتهم أن يختاروا أحسن منه. ومن جهتنا كنا نقول: ليس هذا هو العاهل الذي يسمح بأن يخضع الجزائريون لنظام تعسفي، ليس هو الذي سيأمر بفصل الزوج عن زوجته وأطفاله، ولا بأن تؤخذ أملاكنا وكل ما لنا من موارد).
في سنة ١٨٢٠، كنت في باريس، وتشرفت برأية الدوق دورليان (٢) يتأبط ذراع الدوقة زوجته وهو محاط بكامل أفراد أسرته. كنا لا نسمع عنه إلا الخير، وكان الحفل كله مديحا وتبركا. لقد كان هو الطيبة نفسها، ومثال الإحساس الرقيق، والحلم المشخص، لقد كان الدوق دورليان هو أفضل رجال القرن.
عندما علمت بالحادث السعيد الذي جاء بتعيينه قلت لنفسي:(إن الفرنسيين سعداء، إنهم سيتمتعون بالحرية). وطمأنت جميع الأصدقاء مؤكدا لهم إن هذا الأمير كان كثير الاعتدال، عادلا وأهلا لأن يحب، وعليه يجب أن نهنىء أنفسنا بحكومته. ولكن مع الأسف لقد طال صبرنا وخاب أملنا.
وأخيرا رفع العلم المثلث واستبدل المارشال بورمون بالجنرال كلوزيل.
وكان أول أعماله، لطمأنة سكان الجزائر، هو إلغاء ما يسمى بالمحكمة الحنفية وإقرار محكمة الإسرائيليين. وكسابقه، لم يحط نفسه إلا باليهود الذين لا يستحون ولا يترددون أمام أي شيء. إن لنفوذهم ودهائهم الماكر دورا