البيانات التي تدعو الشعب إلى عدم الاعتداء على الجيش. وقد رأيت بنفسي أثاء سفري إلى قسنطينة، تلك البيانات المختلفة التي يكاد يكون معناها واحدا، فهي تدعو العرب والقبائل إلى مصادقة الفرنسيين، وتعدهم وعدا قاطعا بأنه لم يعد يشترط منهم تلك الضرائب التي تعودوا دفعها للأتراك، وبأن جميع أنواع الظلم والإهانات ستتوقف، وبأنهم سيتمتعون بالعدالة والحرية، وتضمن لهم حرية العبادة، الخ ...
عندما وصل مبعوثا الفرنسيين السيدان د .... وجـ .... ، إلى تونس، اتصلا بالباي عن طريق قنصل فرنسا. عندها ظهر مشروع بيع المقاطعتين وبمقتضى هذا المشروع تسلم قسنطينة ووهران إلى باي تونس مقابل مورد سنوي قدره مليون من الفرنكات يدفعه لفرنسا عن كل مقاطعة. ويقال إنه كان يتوقع أن ينال المبعوثان الفرنسيان مكافأة هامة، ولكن التغيير المفاجىء في الحكومة الفرنسية، وعزل المارشال بورمون بعد ذلك، منعا من إدخال المعاهدة في حيز التنفيذ.
ولما وجد الجنرال كلوزيل مشروع البيع هذا في وثائق سابقة، أمر بإحيائه من جديد وتم التوقيع عليه من الأطراف المعنية. ويقال لنا بهذا الصدد، وإن كنا لا نجزم القول، إنه بالإضافة إلى المليون السنوي تم الاتفاق على أن يعطى مليون آخر لشخصية لا أريد ذكرها هنا، ومائة ألف فرنك لشخصية أخرى لها مرتبة أدنى. ويقال إن هذا المبلغ الأخير قد وقع تحويله وإنه /يوجد عند أحد رجال البنوك بباريس، وإن الصيرفي قد دفع عربونا قدره بضعة آلاف من الفرنكات. وحسب ما أعرفه، فإن الحكومة التركية، لم تكن تستخرج من كل