فرنسا إزاءهم، وقدم لهم الدليل القاطع على أن الفرنسيين، بدلا من أن يأتوا لنشر مبادىء الحرية والحضارة، إنما جاؤوا معهم، على العكس من ذلك، بالتعسف والعبودية اللذين يجيدون تطبيقهما أحسن من الأتراك أنفسهم، لقد كان هؤلاء الأتراك على الأقل، يوحدون مصالحهم بمصالح الأهالي، ويحترمون ملكياتهم وعاداتهم وحتى تقاليدهم القديمة على الرغم من أنها مخالفة للصواب.
فبتلك السياسة، وباتباعهم تلك الطريقة، استطاعوا أن يحكموا هذا الشعب وأن يكتسبوا قلوب الإفريقيين الذين لم يستعملوا معهه، أبدا، لا القوة ولا العنف. إن الظلم لا يدوم، والعدالة خالدة، والحرية هي أساس النظام الاجتماعي.
لقد لوحظ أن هذا الجنرال كان يذرف الدموع وهو يغادر الجزائر .. يا له من ارتباط ويا له من عطف على هذا البلد!
إنه التعطش إلى الثروة، لا يمكن التخفيف من حدته، فكلما شربنا تقنا إلى الشرب، ولذلك نستطيع القول إن نشوة الجنرال كـ ... ما تزال مستمرة. إنه يقارن الجزائر في مؤلفاته بالأرض الموعودة، وأخبث الأراضي في الجزائر هي بالنسبة إليه، أحسن من أراضي الهند والجزر. ولكن الأغرب في الأمر هو أنه يزعم أنه محبوب، وبأن جميع سكان مدينة الجزائر يرغبون أشد الرغبة في عودته. وفي مناسبات أخرى يتهم الجزائريين بأنهم منعوه من تحقيق مشاريعه ويسأل السيد دوفنتان إذا كانت هناك وسائل أخرى للتخلص منهم غير الإبادة.
إن الجنرال كـ .... في نظرنا، قد قدم مشاريع جنونية لا تطبق، إن نظريته تبدو لنا صعبة التطبيق لأنه يريد أن يجعل من متيجة مصدر ثروة لفرنسا