وتبدي الإخلاص لقضيتهم تلقى مصير العوفية. هل ان الفرنسيين لا يودون التقرب منا إلا لإبادتنا ونهبنا، كما فعلوا ذلك بالنسبة لتلك القبيلة الضعيفة؟
ان الفائدة التي يمكن انهم حصلوا عليها نتيجة نهبهم إياها لضئيلة جدا، إذا قارناها بالخزي والعار اللذين أصابا المتسببين في هذه النكبات.
والذي يدهشني في هذه الواقعة، ويخجلني عندما أتكلم عن هذه الأحداث هو أن السيد بيشون قد عرض قبلي، في كتاب، وبكيفية صادقة هذه الأحداث، ولم تتخذ الحكومة الفرنسية أدنى الإجراءات للتنديد بهذه الأعمال التي لا تليق بمقامها وبكرامتها. ولقد كان من حقها أن تبرهن على أن مشاعرها تتعارض مع هذا النوع من التصرفات، ومن واجبها، كما فعلت ذلك بمناسبة الاستيلاء بالقوة على الصوف، أن تشجب بشدة وبواسطة تصريح وقوع مثل هذه الكوارث التي يتسبب فيها أعوانها. وأخيرا، كان عليها أن تعوض للسكان القلائل الذين سلموا من المذبحة ما أتلف من أملاكهم، وأن تمنع بيع الغنائم المغتصبة. لقد تم هذا البيع في باب عزون، ومن جملة ما رأينا أساور ما تزال مشدودة إلى زنود مقطوعة وقرطا دامية. وعلى العكس فإن جميع الأعمال التعسفية كانت تشجع وانطمست مبادىء العدالة كلها في أذهان الحكام. وبهذه التصرفات، سوف تستحيل الإقامة في هذه القارة بالنسبة للفرنسيين الذين سيفقدون إلى الأبد جميع الامتيازات التي يكونون قد اكتسبوها.
وهكذا نظمت حملة عسكرية ضد البليدة التي كانت بين أيدي الفرنسيين وفي حمايتهم، وعلى غرار ما وقع في العوفية، فإن سكانها نهبوا وذبحوا. وهذه المدينة المعرضة، دائما، لهجومات المفسدين المقيمين في الجبال المحيطة