الخيل ولكثرة شغفهم بركوبها وبخوض الحروب. وهناك، أيضا، مشايخ كثيرون يعرفهم ابن قانه ويسكنون هذه المناطق.
وها هي الآن بعض التفصيلات عن الصحراء. إنها باب وموطن للرمال، نرى فيها من حين لآخر جبلا شامخا ثم يزول في لمح البصر لأنه من رمل وليس من أجسام صلبة. إن الرياح تصنع الجبال وتهدمها كما شاءت، وتصنع السهول والأكوام. ومن المستحيل شق طريق تضمن الذهاب من نقطة والإياب إليها، إننا لا نجد فيها شجرة ولا حجرة ولا أنهار ولا أودية، ولا أية علامة لمعرفة الاتجاه. غير أن سكان هذه الناحية يتمتعون بموهبة خاصة تقودهم في الأسفار، إنهم يهتدون بكواكب النهار ونجوم الليل، ويكشفون المياه بسهولة عجيبة، وفي بعض الأحيان فإن هذه الينابيع تكون مغطاة بقدم وقدمين من الرمل، ولكن ذلك لا يمنع من الوصول إليها وهذه ملكة اختصوا بها دون غيرهم.
يوجد في وسط الصحراء بعض المدن مثل بسكرة، ميزاب، لغواط وغيرهما ... مقامة على الأنهار أو على الينابيع، وتخضع لإدارة مشايخ الصحراء الذين يتقاضون نوعا من الغرامة مقابل حمايتهم لأهالي هذه المدن.
وسكان الصحراء لا يعرفون البذلة الأوربية، ما عدا أولائك الذين يذهبون إلى المدن الساحلية مثل مدينة الجزائر وغيرها.
ويوجد في هذه المناطق عدد كبير من الحيوانات السامة مثل الثعابين والعقارب، وهي خطيرة جدا، ولا أستطيع ذكر أنواع الحذر التي يتدرع بها السكان لحماية أنفسهم، لأن هذه الحيوانات تختبىء في الرمال، وهناك أيضا، الأفاعي بأحجام مختلفة، ونوع آخر قصير ونحيل ينطلق نحو الأفراد