للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومن واجبي، كمالك - من أب لابن - لجزء كبير من هذا السهل مثل أسر أبي قندورن، وأبي هراوه، وناصف خوجة، - من واجبي أن أقول بأنني أجهل تماما وجود قنوات تشبه قنوات الرومان. وشخصيا، فإنني أملك عددا من هذه القنوات على مقربة من مزارعي ومن الأليق أن نسميها ميازيب لأنها معدة فقط لإبعاد المياه العفنة والمضرة ولجعل الضواحي قابلة للإسكان.

وكلما حاول بعض الكتاب أن يقارنوا رقعة منقعية كمنطقة المتيجة بأراضي أمريكا، فإنهم يكونون عرضة للانتقاد. ومن الأفضل لهم التفكير في مقاطعات لومبالديا (٢) أو في ضواحي روما اللاصحية لتكون المقارنة عادلة ومنطقية.

وعليه، فإن من واجبي أن أقوم، عن وعي، بتكذيب كل ما قيل عن هذه المنطقة حتى ولو كان في ذلك خيبة أمل بعض الأشخاص الذين ينتظرون منافع كبيرة من الاستعمار.

ان سكان الإيالة، أو الأهالي كما يسمون، يعرفون بلادعم أحسن من الأجانب الذين زاروها مرة أو مرتين والذين يمكن التشكيك في إدعاءاتهم الإحصائية والطبوغرافية. هناك أشخاص يزعمون أنهم يعرفون مقاطعة أو مملكة، جبلا جبلا وحجرا حجرا، وهم في الواقع لم يشهدوا تلك الأماكن إلا عرضا ومن بعيد. تماما كما لو قلت إنني أعرف فرنسا حق المعرفة لأنني قطعت المسافة ما بين مرسيليا وليون وبارس وكالي، ذهابا وإيابا فوق العربة. فبكل نزاعة لا أستطيع أن أكتب مقالة وصفية إعتمادا على


(٢) منطقة في شمال إيطاليا تقع بين جبال الألب ونهر البو. مناخها صعب جدا، بارد في الشتاء وحار في الصيف. اشتهر سكانها بزراعة الكروم والأرز، والقنب وبتربية دودة القز. وهي الآن منطقة فلاحية وصناعية في نفس الوقت.

<<  <   >  >>