السكان ان يقوموا، حسب ضمائرهم، بتوزيعها بأنفسهم. وإذا أرغموا على الدفع، فإنهم يعتبرون ذلك قرصنة أو سرقة، ولا يمكن ان تكون السرقة عملا شرعيا. ولا يمكن لجميع الأشخاص الذين يعرفون التشريع الإسلامي ان ينكروا هذه المبادىء. ومن خلال هذه التفاصيل يجب نفهم بأنهم اذا امتنعوا عن إبداء هذه الملاحظات للدوق دوروفيكو، فلأنهم كانوا يخشون ضغينته والتعرض لمصير قبيلة العوفية. ومن نتائج هذا التعسف ان جميع السكان هاجروا وفروا وأخذوا جميع ثرواتهم إلى الجبال المجاورة ليكونوا في مأمن من سائر أنواع العدوان. ولم يبق، اذن، سوى الضعفاء والبؤساء وهم لا يقدرون على حرث الأرض. وسيكون من الصعب إجبار هؤلاء السكان على دفع الضرائب خاصة بعد ان حرموا من الفلاحة التي هي من أهم وسائل عيشهم. وحتى إذا دفعوا الضرائب، فإنهم لن يحصلوا على أمن الطرق ولا على الحماية التي وعدوا بها، بل سيكونون كسكان البليدة الذين اضطهدوا وأجبروا على دفع ضرائبهم بعد ان خضعوا للفرنسيين، وتعرضوا بسبب ذلك إلى انتقام سكان الجبال المجاورة لهم والذين هم أقوى منهم، بدلا من أن يحصلوا على الحماية الفرنسية وعلى وسائل إقامة الحصون التي تقيهم وتدفع عنهم الشرور. ولأجل ذلك تركوا البلاد ووجدوا أنفسهم مجبرين على إقامة العلاقات مع سكان الجبال.
وفيما يخص طريقهم في الحياة وألبستهم، فإنهم يعيشون ويلبسون على وجه التقريب مثل السكان الذين تحدثنا عنهم سابقا، حسب ما توفره لهم وسائلهم المالية. ولن أخصص بابا لوصف طبائعهم وعاداتهم على الرغم من أن شخصا مدفوعا بمصالح شخصية، - ما في ذلك من شك - قد قام