للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الهدية ... فهذا مما اتفقوا على أن الكراهة فيه شديدة، واختلفوا في كونه حرامًا، والمعنى فيه متعارض؛ فإنه دائر بين الهدية المحضة، وبين الرشوة المبذولة في مقابل جاه محض في غرض معين. وإذا تعارضت المشابهة القياسية، وعضدت الأخبار والآثار أحدهما، تعين الميل إليه. وقد دلت الأخبار على تشديد الأمر في ذلك» (١)، ثم ذكر بعض ما ورد في تحذير الشارع الحكيم من هدايا العمال، والتي منها: عن أبي حميد الساعدي رضي الله عنه (٢) قال: «استعمل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجلاً من الأزد على صدقات بني سليم يدعى ابن اللُّتبية (٣) فلما جاء حاسبه. قال: هذا مالكم، وهذا هدية. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «فهلا جلست في بيت أبيك وأمك حتى تأتيك هديتك إن كنت صادقًا» ثم خطبنا: فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: «أما بعد:


(١) إحياء علوم الدين ٢/ ١٥٣، ١٥٤.
(٢) عبد الرحمن بن سعد، صحابي مشهور رضي الله عنه اختلف في اسمه كثيرًا، شهد أحدًا وما بعدها، وروى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - عدة أحاديث، توفي في خلافة معاوية ابن أبي سفيان رضي الله عنهما. الإصابة في معرفة الصحابة ١١/ ٨٩.
(٣) عبد الله بن اللتبية - بضم اللام - بن ثعلبة، صحابي رضي الله عنه منسوب إلى بني لُتب من الأسد - بفتح الهمزة وإسكان السين - ويقال: الأزد. تهذيب الأسماء واللغات ٢/ ٣٠١ والإصابة في معرفة الصحابة ٦/ ٢٠٢.

<<  <   >  >>