للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أحدها: أن الله تعالى قد ميزه عن الخلق؛ فقال سبحانه: {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ} [الأحزاب: ٦] ... والثاني: إنه - صلى الله عليه وسلم - كان يكافئ على الهدايا ... والثالث: إنه - صلى الله عليه وسلم - بعيد عن الميل، منزه عن الظنة، ظاهر العصمة، فامتنع أن يقاس بغيره» (١).

وقال القرافي: «إن عظم منصبه - صلى الله عليه وسلم - أوجب الفرق ... المنة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - على الداعي، جزمًا، والأمر فينا بالعكس، إنما ندعى؛ لتكون المنة علينا، وذلك هوان بنا، وعز به - صلى الله عليه وسلم - فحصل الفرق» (٢).

وقال ابن عبد البر: «وليس النبي - صلى الله عليه وسلم - في ذلك كغيره؛ لأنه مخصوص بما أفاء الله عليه من غير قتال من أموال الكفار ... يكون له دون سائر الناس، ومن بعده من الأئمة حكمه في ذلك خلاف حكمه، لا يكون له خاصة دون سائر المسلمين بإجماع من العلماء؛ لأنها فيء لمن سمى الله في آيات الفيء» (٣).


(١) الحاوي الكبير ١٦/ ٢٨٢، وفيه (طاهر العصمة) بالطاء، ولعل الصواب (ظاهر) بالظاء. كما أثبته.
(٢) الذخيرة ١٠/ ٨٢.
(٣) الاستذكار ١٤/ ١٩٩، ٢٠٠.

<<  <   >  >>