كان على وزنه من الأسماء مقصور نحو عصا ورحى مقصور. . وإنما قلنا على ما اتفق عليه النحويون ولم نطلق الكلام إطلاقا وندعه غير مخصوص بهذا الشرط لأن المقصور في لغة العرب اسم عام لكل ما قصر من كلام أو غيره وإنما جعله النحويون لكل اسم كانت في آخره ألف في اللفظ على جهة الاتفاق والاصطلاح لا لجهل منهم بمعنى المقصور في اللغة ولكن لابدّ لأهل كل صنعة من ألفاظ يختصون بها ويتفقون عليها. . فإن قال قائل فلم سمّي النحويون ما كان من الأسماء نحو عصا ورحى مقصورا ولم يسمّوا ما كان في وزن ذلك من الفعل مقصوراً نحو غزا ودعا ورمى قيل له لأنه قد يأتي من هذه الأسماء ما يزيد قبل آخر حرف منه ألف فيقولون هواء يريدون الهواء الذي بين السماء والأرض وهوى بالقصر يريدون هوى النفس وكذلك ما اتفق وزنه في الأصل وإن اختلف في اللفظ وذلك نحو قولك عصا وقضاء فأصلهما من الثلاثة زادوا قبل آخر أحدهما ألفا ولم يزيدوها في الآخر فلما كان قد يأتي نوعان أحدهما يمد بزيادة ألف قبل آخره والآخر يقصر عن ذلك احتاجوا إلى أن يفرّقوا
بالتسمية المشتقة من القصر والمدّ والفعل لا يجيء على مثل هذين النوعين ويقال غزا زيد ومرة غزاء زيد بالمد لا بمعنى واحد ولا بمعنيين ولا يأتي ممثل هذا الوزن في الفعل الصحيح لا يعلم أنه جاء مثل ضراب زيد عمراً بزيادة ألف قبل آخر الفعل. . فإن قال فقد قالوا جاء