ولعلّ بعض من يقرأ كتابنا هذا ينكر ابتداءنا فيه بالألف على سائر حروف المعجم لأنها حرف معتلّ ولأن الخليل ترك الابتداء بها في كتابه كتاب العين، وليس غرضنا في هذا الكتاب فيما التمسناه بهذا النوع من التأليف كغرض الخليل في كتاب العين لأن كتاب العين لا يُمكن طالب الحرف منه أن يعلم موضعه من الكتاب من غير أن يقرأه إلا أن يكون قد نظر في التصريف وعرف الزائد والأصلي والمعتل والصحيح والثلاثي والرباعي والخماسي ومراتب الحروف من الحلق واللسان والشّفة وتصريف الكلمة على ما يمكن من وجوده تصريفها في اللفظ على وحوه الحركات وإلحاقها ما تحتمل من الزوائد ومواضع الزوائد بعد تصريفها بلا زيادة، ويحتاج مع هذا إلى أن يعلم الطريق التي وصل الخليل منها إلى حظر كلام العرب فإذا علم هذه الأشياء عرف ما يطلب من كتاب العين، والذي نذهب إليه في هذا الكتاب غير هذا المذهب لأنا نقصد إلى أن نقرّب على طالب الحروف فيه ما يطلبه وأن يستوي في العلم بموضعه منه العالم والمتعلم فلم نراع أن يكون في أول الكلمة حرف أصلي دون أن يكون زائداً أو زائدٌ دون أن يكون