للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فاطمة الزبيرية (١٨)

فاطمة بنت حمد الفضيلي الحنبلي الزبيرية وتعرف بالشيخة الفضيلية بضم الفاء وفتح الضاد المعجمة واسكان الياء التحتية وبعدها لام مكسورة فياء تحتية مشددة الشيخة الصالحة العالمة العابدة الزاهدة ولدت في بلدة سيدنا الزبير رضي الله عنه قبيل المائتين والألف ونشأت بها وقرأت على شيوخها وأكثرت عن الشيخ ابراهيم بن جديد فأخذت عنه التفسير والحديث والأصلين والفقه والتصوف وقرأت على غيره كثيرًا وتوجهت إلى العلم توجهًا تامًا وتعلمت الخطّ من صغرها فأتقنته وكتبت كتبًا كثيرةً في فنون شتى وخطها حسن وصار لها همة في جمع الكتب فجمعت كتبًا جليلة في سائر الفنون ولها محبة في الحديث وأهله فسمعت كثيرًا من المسلسلات وقرأت شيئًا كثيرًا من كتب الحديث وأجازها جمع من العلماء واشتهرت في مصرها بل وفي عصرها وكاتبها الأفاضل من الآفاق وكاتبتهم بأبلغ عبارات وأعظم مدح ثم حجت وزارت ورجعت إلى مكة المشرفة وأقامت بها في باب الزيادة في بيت ملاصق للمسجد الحرام ترى منه الكعبة المشرفة وعزمت على الإقامةِ فيها إلى الممات. فتردد إليها غالب علماء مكة المشرفة وسمعوا منها وأسمعوها وأجازتهم وأجازوها، فصار للشيخة المذكورة شهرة عظيمة وصيت بالغ وأسندت كثيرًا من المسلسلات وأخذت الطريقة النقشبندية والقادرية وكان لها أوراد وأحزاب ومشرب روي في التصوف وأرشدت خلقًا من الناس ولاسيما النساء فقد لازمنها ملازمة كلية وانتفعن بها انتفاعًا ظاهرًا وصلحت أحوال كثير منهن وصار من يتردد إليها منهن يعرف من بين النساء بالدين والتقوى والورع والمواظبة على فرائض الدين والقناعة والصبر وحسن السلوك وكان لها شهرة عظيمة ولم نسمع في هذا


(١٨) المختصر من كتاب نشر النور والزهر ٣/ ٣٣٨ - ٣٤٠.

<<  <   >  >>