وبقي على هذه الحالة نحو سبعة عشر عامًا ينشر الفقه والنحو والأصول والميقات، ثم في سنة ١٣٠٣ صار يتردد إلى دوما ويجعل نصف إقامته بها ونصفها في دمشق ينشر العلم في الموضعين، ثم سافر إلى الحجاز سنة ١٣٠٥ فحج بيت الله الحرام ثم رجع إلى المدينة المنورة فأقام بها وأقبل عليه أهلها وولي هناك تدريس الحنابلة وأوقافهم، ورحلت إليه الطلبة من البلاد، وانتفع به خلق كثير، ثم عزم على الرجوع إلى دمشق فرأى في منامه صاحب الرسالة -صلى الله عليه وسلم- فأمره بالإقامة وبشره بأن اللقاء قريب فثنى عزمه عن ذلك، ولم يزل على التدريس والعبادة إلى أن توفي في العشر الثاني من ذي الحجة سنة ثمان وثلاثمائة وألف، ودفن بالبقيع. وكان قليل العناية بالتأليف لم يؤلف سوى مولد ضمنه أسماء السور، ومنسك من منسك الشيخ محمد الشطي رحمهما الله تعالى والمسلمين أجمعين.
الشيخ أحمد بن عبد القدومي (٦١)
أحمد بن عبيد الله القدومي شهرة وموطنًا، عالم كامل وفاضل وابن فاضل، أثمر غصنه في دمشق، اشترك مع أخيه الآتية ترجمته في الأخذ عن الشيخ حسن الشطي رحمه الله تعالى.
كانت ولادته سنة ثلاث وخمسين ومائتين وألف وأقام مدة في دمشق يطلب العلم ثم عاد إلى قريته كفر قدوم من أعمال نابلس، وبقي مقيمًا بها مدرسًا في مسجدها يقرئ ويفيد إلى أن وافاه الأجل، وكان فقيهًا مفسرًا جيد الفهم معروفًا بالتؤدة ولين الجانب.
وكانت وفاته سنة أربع عشرة وثلاثمائة وألف رحمه الله.