ولما توفي والده سافر إلى الأفلاج فأقام بها سنوات قرأ فيها على الشيخ حمد بن عتيق. اشتهر بالكرم والعلم ورجاحة العقل مع التواضع وحسن الخلق ومواساة الفقراء وتوافد إليه الطلاب من الآفاق النجدية ووضع الله له القبول في النفوس وألقى عليه المهابة والوقار وصار مسموع الكلمة نافد الأمر عند ولاة الأمور وغيرهم من الخاصة والعامة حتى أن الأمير محمد العبد الله الرشيد لا حاصر مدينة الرياض وضيق عليها الخناق سنة ١٣٠٨ خرج إليه المترجم مع الأمير محمد بن فيصل والملك عبد العزيز يفاوضونه في ترك الحرب ورفع الحصار عن الرياض فأجابهم إلى ذلك ورجع.
وكان الشيخ رحمه الله يتعيش من الزراعة والنخل وغير ذلك. ثم لما استولى محمد بن عبد الله بن رشيد على الرياض نهائيًا في المرة الثانية رغب أن يشخص الشيخ إليه للانتفاع به في نشر العلم فسافر إلى حائل وأقام بها سنة كاملة أعاده بعدها ابن رشيد مكرمًا إلى وطنه.
ولما استولى الملك عبد العزيز على الرياض سنة ١٣١٩ أصفاه الود والنصح صاهره الملك عبد العزيز فالشيخ عبد الله جد الملك فيصل بن عبد العزيز لأمه.
تخرج بالشيخ عبد الله أفواج من العلماء قاموا بالقضاء والتدريس والدعوة ألف المترجم رسائل كثيرة في أغراض متعددة طبعت ضمن رسائل أئمة الدعوة.
وكانت وفاته يوم الجمعة في العشرين من شهر ربيع الأول سنة ١٣٣٩ عن أربع وسبعين سنة وصلي عليه بالجامع الكبير بالرياض ودفن في مقبرة العود بجوار والده.