للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الهدبد، عثر فإذا هو على الصحّراء متلبدّ، وصارت الفخارة خزفاً لا يراد، يلغيه النسّكة والمرادّ، فإن كان صاحبه يذهب مذهب ابن الروميّ عدّ أن تحطم الغضارة، فناء عيشه ذي الغضارة؛ فدعا بالحرب، وشده عن فوات الأرب، وما يصنع بذلك المصمقرّ، وقد حان المرتحل إلى المقرِّ؟ وكان في بلدنا غلامٌ لبعض الجند يزعم، ويصدق فيما يزعم، أنَّه كان مملوكاً لأبي أسامة جنادة بن محمّد الهرويّ بمصر، وكان يأسف لفراقه، ويعجب من جميل أخلاقه، ويقول إنّه باعه من أجل العوم، فما أوقع غلاءً في السَّوم.

وإنّما ذكرت ذلك لأنّه، عرَّف الله الوقت بحياته أي طيِّبه، ممّن قد عرف جناده وجرّبه.

وأمّا أهل بلدي، حرسهم الله، فإذا كان الحظُّ قد أعطاني حسن ظنِّ الغرباء، فلا يمتنع أن يعطيني تلك المنزلة من الرّهط القرباء. ولكنّهم كطلاّب الخطبة من الأخرس، وحرِّ ناجرٍ من شهر القرس.

وسيّدي الشّيخ أبو العبّاس الممتَّع: في السّنِّ ولدٌ، وفي المودّة أخٌ، وفي فضله جدٌّ أو أبٌ. وإنّه في أدبه، لكما قال تعالى: " وما لأحدٍ عنده من نعمةٍ تُجزى ".

وأمّا إشفاق الشّيخ - عمر الله خلده بالجذل، وأراح سمعه من كلِّ عذل - فتلك سجية الأنيس، لا يختص بها أخو الجبن عن الشّجاع البئيس. ومن القسوط، تعرُّض بالقنوط. " قل يا عبادي الَّذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ".

كم من أديبٍ شرب وطرب ثمّ تاب وأجاب العتَّاب. فقد يضلُّ الدّليل٠في ضوء القمر، ثمّ يهديه الله بأحد الأمر، وكم استنقذ من اللُّجِّ غريقٌ، فسلم وله تشريق.

وقد كان الفضيل بن عياضٍ، يسيم في أوبل رياض، ثمّ حسب في الزُّهَّاد، وجعل من أهل الاجتهاد.

وربّ خليعٍ وهو فتى، تصدَّر لمّا

<<  <   >  >>