للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقولك:

واهاً لأسماء ابنة الأشدِّ ... قامت تراءى إذ رأتني وحدي

كالشَّمس بين الزَّبرج المنقدِّ ... ضنَّت بخدٍّ، وجلت عن خدِّ

ثمَّ انثنت كالنَّفس المرتدّ؛ ... وصاحب كالدُّمَّل الممدِّ

أرقب منه مثل حمَّى الورد، ... حملته في رقعةٍ من جلدي

الحرُّ يلحى، والعصا للعبد، ... وليس للملحف مثل الرَّدِّ

الآن وقع منك اليأس! وقلت في هذه القصيدة: السُّبد، في بعض قوافيها، فإن كنت أردت جمع سُبدٍ، وهو طائرٌ، فإنّ فعلاً لا يجمع على ذلك؛ وإن كنت سكنت الباء فقد أسأت، لأنَّ تسكين الفتحة غير معروفٍ، ولا حجَّة لك في قول الأخطل:

وما كلُّ مغبونٍ إذا سلف صفقةً ... براجع ما قد فاته برداد

ولا في قول الآخر:

وقالوا: ترابيُّ، فقلت: صدقتم ... أبي من ترابٍ خلقه الله آدما

لأنَّ هذه شواذٌّ، فأمَّا قول جميل:

وصاح ببينٍ من بثينة، والنَّوى ... جميعٌ بذات الرَضم صردٌ محجَّل

فإنَّ من أنشده بضمِّ الصَاد مخطىء، لأنَّه يذهب إلى أنَّه أراد الصُّرد فسكَّن الراء، وإنَّما هو صردٌ أي خالصٌ من قولهم: احبك حباً صرداً، أي خالصاً، يعني غراباً أسود ليس فيه بياضٌ، وقوله: محجَّلٌ أي مقيَّد، لأنَّ حلقة القيد تسمَّى حجلاً،

قول عديُّ بن زيد

أعاذل قد لاقيت ما بزع الفتى

وطابقت في الحجلين مشي المقيَّد

<<  <   >  >>