للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

انّي لا آكل شيءٍ ذُبح للأصنام، وإنِّي على دين إبراهيم صلى الله عليه، فأمر النبيُّ صل الله عليه وسلم، زيد بن حارثة بإلقاء ما معه.

وفي حديث آخر، وقد سمعته بإسنادٍ: أن تميم بن أوسٍ الدَّاريَّ، والدّار قبيلةٌ من لخم كان يهدي إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم، في كلَّ سنةٍ روايةً من خمر، فجاء بها في بعض السّنين، وقد حرجت الخمر، فأراقها، وبعض أهل اللّغة يقول: فبعّها.

والمطبوخ وإن أسكر فهو جارٍ مجرى الخمر، على أنَّ كثيراً من الفقهاء قد شربوا الجمهوريَّ والبختج والمنصَّف، وذكر، عند أحمد بن يحيى ثعلبٍ، أحمد بن حنبل وإن كان شرب النّبيذ قطّ؟ والنّبيذ عند الفقهاء غير الخمر، فقال ثعلب: أنا سقيته بيدي في ختانةٍ كانت لخلف بن هشام البزَّاز.

فأمّا الطِّلاء فقد كان عمر بن الخطّاب، عليه السّلام، جزَّأ منه على نصارى الشّام لجنود المسلمين، والمثل السّائر:

هي الخمر تكنى الطِّلاء ... كما الذّئب يُكنى أبا جعدة

وهذا البيت يُروى ناقصاً كما علم، وهو ينسب إلى عبيد ابن الأبرص وربّما وجد في النّسخة من ديوانه، وليس في كلِّ النُّسخ. والذي أذهب إليه أن هذا البيت قيل في الإسلام عدما حُرِّمت الخمر.

وإنّما لذَّة الشّرب فيما يعرض لهم من السكر، ولولا ذلك لكان غيرها من الأشربة أعذب وأدفأ، وقال التغلبيُّ:

علِّلاني بشربةٍ من طلاءٍ ... نعمت النِّيم في شبا الزّمهرير

ويروى لدعبل:

علِّلاني بسماعٍ وطلا، ... ونصيفٍ جائعٍ يبغي القرى

<<  <   >  >>