للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

١١٢٦ - وفي السابع والعشرين من ذي القعدة توفي الإمام العالم مجد الدين أبو علي يحيى ابن الشيخ الفقيه أبي الفضل الربيع بن سليمان بن حراز بن سليمان الواسطي الشافعي المدرس بالمدرسة النظامية، ببغداد، ودفن من الغد بالوردية بعد أن صلي عليه بالمدرسة النظامية.

⦗١٩٠⦘

ومولده بواسط في ليلة السابع من شهر رمضان سنة ثمان وعشرين وخمس مئة.

وكان أحد العدول بواسط هو، وأبوه. قرأ القرآن الكريم على جده سليمان ثم على الرئيس أبي يعلى محمد بن سعد بن تركان بالقراءات العشر وعلق الخلاف عن القاضي أبي يعلى محمد بن أبي خازم محمد بن محمد ابن الفراء بواسط لما كان متولي القضاء بها. ودخل بغداد وتفقه بالنظامية على مدرسها الإمام أبي النجيب عبد القاهر بن عبد الله السهروردي. ثم رحل إلى خراسان قاصدا للإمام أبي سعد محمد بن يحيى صاحب الإمام حجة الإسلام أبي حامد الغزالي، وأقام عنده وتفقه عليه مدة. ثم رجع إلى بغداد وأعاد للإمام أبي القاسم ابن فضلان.

وشهد ببغداد، وناب في الحكم بها. ودرس بالنظامية نيابة. وترسل عن الديوان العزيز -مجده الله تعالى- ثم ولي التدريس بالمدرسة النظامية.

وكان قد سمع بواسط من أبي الكرم نصر الله بن محمد بن مخلد الأزدي، وأبي الجوائز سعد بن عبد الكريم الغندجاني، وأبي عبد الله محمد بن علي ابن المغازلي، وأبي محمد أحمد بن عبيد الله ابن الآمدي، والقاضي أبي العباس أحمد بن بختيار ابن المندائي وجماعة سواهم. وسمع ببغداد من أبي الفرج عبد الخالق بن أحمد بن يوسف، والحافظ أبي الفضل محمد بن ناصر، وأبي الوقت عبد الأول بن عيسى، وأبي شجاع محمد بن علي وجماعة غيرهم. وسمع بنيسابور من الإمام محمد بن يحيى، وأبي حفص عمر بن أحمد الصفار، وأبي البركات عبد الله بن محمد ابن الفراوي، وأبي منصور عبد الخالق بن زاهر بن طاهر الشحامي وجماعة.

وحدث ببغداد، وواسط، ونيسابور، وهراة، وغيرها.

ويقال إنه من ولد عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- غير أن النسبة غير موجودة.

وكان عالما بمذهب الإمام الشافعي -رضي الله عنه- وبالخلاف والأصول والفرائض والأدب والتفسير، والحديث، جامعا لفنون لم تجتمع لغيره.

<<  <  ج: ص:  >  >>