للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

١٣٥٤ - وفي مستهل شعبان توفي الإمام الحافظ أبو الحسن علي ابن القاضي الأجل الأنجب أبي المكارم المفضل بن أبي الحسن علي بن أبي الغيث مفرج بن حاتم بن الحسن بن جعفر بن إبراهيم بن الحسن المقدسي الأصل الإسكندراني المولد والدار المالكي العدل الحاكم، بالقاهرة، ودفن من يومه بسفح المقطم.

وسمعته يقول: ولدت ليلة السبت الرابع والعشرين من ذي القعدة سنة أربع وأربعين وخمس مئة.

تفقه بالإسكندرية على مذهب الإمام مالك بن أنس -رضي الله عنه- على الأئمة: أبي طالب صالح بن إسماعيل بن سند المعروف بابن بنت معافى، وأبي الطاهر إسماعيل بن مكي بن عوف، وأبي محمد عبد السلام بن عتيق السفاقسي، وأبي طالب أحمد بن المسلم التنوخي، وسمع منهم، ومن الحافظ أبي طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السلفي، وانقطع إليه. وتخرج به. وسمع أيضا من الشريفين: أبي محمد عبد الله وأبي الطاهر إسماعيل ابني عبد الرحمان بن يحيى العثمانيين، وأبي عبيد نعمة الله بن زيادة الله بن خلف الله الغفاري، وأبي الغنائم سالم بن إبراهيم الأموي، وأبي الحسن ذبيان بن ساتكين البغدادي، وأبي الضياء بدر بن عبد الله الخداداذي، وأبي القاسم محمد بن علي بن خلف الحجاري وجماعة كثيرة من أهل البلد والقادمين عليها. وتأدب بغير واحد. ورحل إلى مصر سنة أربع وسبعين وخمس مئة، وشهد بها عند قاضي القضاة أبي القاسم عبد الملك بن عيسى الماراني، وسمع منه، وخرج له شيئا من مسموعاته. وسمع أيضا من أبي الحسن علي بن هبة الله بن عبد الصمد الكاملي، والعلامة أبي محمد عبد الله بن بري النحوي، وأبي المفضل هبة الله بن الحسن بن عبد السلام المعروف ⦗٣٠٧⦘ بابن الطوير، وأبي العباس أحمد بن رحال بن أبي الريان المخزومي، وأبي عبد الله محمد بن علي بن محمد الرحبي، وأبي محمد عبد الله بن محمد بن سعد الله البغدادي وجماعة كثيرة من أهل البلد والقادمين عليها. وحج، وجاور بمكة -شرفها الله تعالى- وسمع بها من الشيخ أبي عبد الله أحمد ابن الحافظ أبي العلاء الحسن بن أحمد الهمذاني، وأبي محمد عمر بن محمد بن عمر البخاري، وأبي عبد الله محمد بن محمد بن عبد الرحمان الملنجي، وأبي سعد عبد الواحد بن علي بن محمد بن حمويه الجويني، وأبي عبد الله حامد بن محمد بن حامد المديني وغيرهم.

وحدث بالحرمين الشريفين، والإسكندرية، ومصر، وغيرها. وناب في الحكم العزيز بالإسكندرية ودرس بها بالمدرسة المعروفة به، ودرس بالقاهرة بالمدرسة الصاحبية إلى حين وفاته. وصنف تصانيف مفيدة. قرأت عليه الكثير، وكتبت عنه جملة صالحة وانتفعت به انتفاعا كثيرا.

وقد تقدم ذكر والده الأنجب أبي المكارم المفضل وسيأتي ذكر ولديه: أبي الطاهر محمد وأبي الحسين أحمد، وأخته أم محمد خديجة.

وكان متورعا حسن الأخلاق كثير الإغضاء جماعا لفنون من العلم حتى قال بعض الفضلاء لما مر به محمولا على السرير ليدفن: «رحمك الله يا أبا الحسن لقد كنت أسقطت عن الناس فروضا».

<<  <  ج: ص:  >  >>