رأينا فيما سبق وصفًا لهذا المنهج، وأدركنا من خلال هذا الوصف أنه منهج يقوم على اختصار المعلومات التي يقتضيها الشرح وتسهيل عرضها للقراء بما يحقق الغاية من فهم النص بأقرب السبل وأسهل الطرق، لأنه منهج يراعي المتلقين للشروح وقدراتهم على الاستيعاب والتحصيل واختلاف أهوائهم ومشاربهم في قراءة الشعر وتذوقه وفهمه من خلال الشروح وفق العناصر التي تتألف منها عملية الشرح، فهو يقدم لهم هذه العناصر سهلة ميسرة خالية من تضخم المعلومات وإشباعها بالاستطراد والتطويل، بعيدة عن الإغراب والتعقيد، يقدم اللغة ويناقش ما فيها من قضايا ولكن بقدر محدود، ويعالج النحو والصرف ولكن بصورة تؤدي إلى إدراك المعنى فحسب، ويتعرض للرواية ولكن في لمحات تشير إلى اختلافها وتعددها، ويذكر أخبار الشعراء ومناسبات الشعر ولكن في اختصار وإيجاز يعينان على فهم البواعث التي أدت إلى قول الشعر أو الجو الذي قيل فيه، إلى غير ذلك من العناصر التي يقتضيها الشرح وحقق فيها هذا المنهج خطوات واضحة المعالم في الاختصار والتسهيل، خطوات تتفق مع تطور الحياة وتبدل القرون وتوالي الأجيال، وما يعتري هذه الأجيال من علو وانحدار في الدرس والتحصيل وفق التطور الذي يحدث في الحياة ووفق تبدل الأحوال من قرن إلى قرن.
هذا ملخص ما رأينا في وصف هذا المنهج، أما تطبيقه في الشروح التي وصلت إلينا فقد سبق أن أوضحنا أنه يمكن تطبيقه في شرحين أحدهما الشرح الذي رجحنا نسبته إلى زيد بن علي الفارسي المتوفى سنة ٤٦٧ هـ، والآخر الشرح المنسوب خطأ لأبي العلاء المعري الذي أثبتنا في دراستنا لثبت شروح الحماسة أن لا صلة لأبي