[الفصل الرابع: المنهج التتبعي التقويمي وتطبيقه في عملي أبي هلال وأبي محمد الأعرابي]
سبق أن أوضحنا أن هذا المنهج يقوم على أعمال السابقين لا ليجمعها وينتخب منها كما هو الحال في المنهج التجميعي الانتخابي، وإنما ليتتبعها ويقوم ما فيها من أخطاء وأوهام، فهو منهج يقوم على تصحيح ما ورد في شروح الآخرين سواء من حيث رواية الشعر أو شرحه، ولقد اشرنا إلى أن هذا المنهج يمكن أن يطبق في عمل رجلين من العلماء الذين اهتموا بحماسة أبي تمام هما: أبو هلال العسكري في رسالته (ضبط مواضع الحماسة) وأبو محمد الإعرابي في كتابه (إصلاح ما غلط فيه أبو عبد الله النمري).
أ- أبو هلال ورسالته:
فأما أبو هلال فإن له عملين في الحماسة أحدهما شرحه للحماسة الذي سبق إيراده في ثبت الشروح، وليس هنا موضع دراسته، إذْ له موضع آت إن شاء الله، أما ما يهمنا الآن فهي رسالته التي صنعها متتبعًا رواية أحد الشيوخ لمتن الحماسة