للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

الزئير معه، ولا يدوم على حالته هذه، ومن روى مرير بالراء غير المعجمة أي قوي القلب، وبالزاي الماضي الندب".

فهذا القول مأخوذ بنصه من شرح التبريزي، والتبريزي نفسه أخذه من المرزوقي دون أن يشير إلى أخذه منه، ولولا اتفاق صاحب هذا الشرح والتبريزي في تفسير معنى مرير بالراء ومزير بالزاي بما فيه اختلاف عند المرزوقي لقلنا إنه نقل من المرزوقي مباشرة، لأنه ذكر المرزوقي في ثنايا شرحه وأفاد منه- كما أسلفنا. وليس التبريزي وحده هو الذي نقل عنه صاحب هذا الشرح دون أن يشير إليه فلقد رأيناه في مواضع متفرقة ينقل عن الشرح المرجح نسبته لزيد بن علي دون أن يشير إلى أنه قد أخذ عنه، ومن أمثلة ذلك ما جاء عنه في بيتي عبد الله بن الزبير الأسدي اللذين يقول فيهما:

فإنك لو سمعت بكاء هنٍد ورملة إذ تصكان الخدودا

سمعت بكاء باكيٍة وباٍك أبان الدهر واحدها الفقيدا

فقد قال فيهما: قال هند ورملة ثم قال باكية وباك فجاء بأنثى وذكر، ثم قال: واحدها الفقيدا ولم يقل واحدهما. يقول: لو سمعت بكاء باكية أبان الدهر واحدها، أي هما تنوحان وتلطمان الخدود معًا لا يفترقان فيقدر أنهما باكية واحدة لاتصال أصواتهما، وعطف بقوله باك على هذا".

فهذا الكلام تجده بنصه في الشرح المرجح نسبته إلى زيد بن علي مع حذف بعض الزوائد في الكلام. ومثله أيضًا ما جاء في قطعة النسيب التي صدرها أبو تمام بقوله: "وقال آخر" والتي جاء منها:

أحقًا يا حمامة بطن فلٍج بهذا الوجد أنك تصدقينا

أرار الله نقيك في السلامى على من بالحنين تشوقينا

<<  <   >  >>