للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ب- أخبار الشعراء ومناسبات الشعر:

وكذلك لا نراه يخرج عن سبيل منهجه في ذكر أخبار الشعراء ومناسبات الشعر، فهو يستعين في هذا العنصر بما أورده أبو تمام في مقدمات ما اختاره من قطع، وبالشروح التي سبقته وبخاصة شرح أبي رياش الذي سبق أن أوضحنا أنه أكثر الشراح عناية بهذا العنصر، غير أنه كان يعرض الأخبار والمناسبات لا كما يقرؤها في هذه الشروح، وإنما يعرضها وفق منهجه القائم على الاختصار والتسهيل، ففي باب الرثاء نراه ينقل لنا خبر القطعة التي مطلعها:

خليلي هبا طالما قد رقدتما أجدكما لا تقضيان كراكما

ولخص هذا الخبر في "أن رجلين من بني أسد قد خرجا إلى أصبهان فآخيا دهقانًا بها في موضع يقال له راوند ونادماه فمات أحدهما وغبر الآخر والدهقان ينادمان قبره، يشربان كأسين ويصبان على قبره كأسًا، ثم مات الدهقان فكان الأسدي الغابر ينوح على قبريهما ويترنم بهذا الشعر إلى حيث مات".

وفي باب المديح نراه ينقل خبرًا عن أبي رياش يذكر فيه ما جرى بين ابن عنقاء الشاعر وعميلة الفزاري، حين رأى عملية سوء حال ابن عنقاء فأفاض عليه بما يكفل له هناء العيش ورغده، فتحركت نفس ابن عنقاء لمدح عميلة فقال فيه ما رواه أبو تمام من شعر في هذا الباب.

وحين وازنا بين ما أورده التبريزي عن أبي رياش في خبر هذه القطعة وما نقله هذا الشارح وجدنا فرقًا في النقلين، فالتبريزي يروي الخبر كما وجده في شرح أبي رياش، في حين أن صاحب هذا الشرح يرويه في اختصار لا يخل بالغرض الذي من أجله روى الخبر وهو بيان الباعث الذي حرك ابن عنقاء لمدح عملية، وما جاء في الأبيات من معان مرتبط بالخبر ودال عليه، بل إن معاني القطعة لا تتضح إلا بإيراد

<<  <   >  >>