للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ومن ذلك أيضًا ما أورده ابن قتيبة عن الرياش عن رواته أن عبيدًا رواية الأعشى سأل الأعشي عن معنى استغلق عليه في قصيدته "رحلت سمية غدوة اجمالها" وهو قوله:

ومُدامة مما تعتق بابل كدم الذبيح سلبتها جريالها

فأجابه: "شربتها حمراء وبلتها بيضاء".

والأمثلة في الحاجة إلى شرح الشعر تعد ضئيلة في عصر ما قبل الإسلام، ذلك لأن الناس لم يكونوا في عوز من ذلك، بل إن النساء في هذا العصر - ناهيك عن الرجال - كن يفهمن الشعر ويدلين فيه برأي، فابن قتيبة يحدثنا عن أن امرأ القيس وعلقمة بن عبدة احتكما إلى أم جندب زوج امرئ القيس فقالت لهما: قولا شعرًا تصفان فيه الخيل على روي واحد وقافية واحدة فقال امرؤ القيس:

خليلي مُرا بي على أم جُندب لنقضي حاجات الفؤاد المعذب

وقال علقمة:

ذهبت من الهجران في كل مذهب ولم يك حقًا كل هذا التجنب

ثم أنشداها جميعًا فقالت لامرئ القيس: علقمة أشعر منك، قال: وكيف ذاك؟ قالت: لأنك قلت:

فللسوط ألهوب وللساق درة وللزجر منه وقع أخرج مُهذب

فجهدت فرسط بسطوتك ومريته بساقك وقال علقمة:

فأدركهن ثانيًا من عنانه ير كمر الرائح المُتحلب

<<  <   >  >>