يزال مفقودًا، يدل على ذلك أن أبا محمد الأعرابي قد تناول في رسالته "إصلاح ما غلظ فيه أبو عبدالله النمري" الأخطاء التي رأى أن النمري قد وقع فيها وقد ناقشه في شرح أول بيت في الحماسة وهو:
لو كنت من مازن لم تستبح ابلي بنو اللقيطة من ذهل بن شيابنا
وهو لأحد شعراء بلعنبر في رأس قطعة يبلغ عدد أبياتها ثمانية، وليس في هذا المختصر شرح هذا البيت بل ليس فيه سوى شرح البيت الثاني من القطعة كلها، وغير ذلك كثير مما خطأه فيه أبو محمد الأعرابي، وليس في هذا المختصر، الذي نعتقد أنه قد صنعه من الشرح الأصل أحمد بن بكر بن أحمد الحاكم، إذ جاء في أول ورقة فيه "كتاب معاني أبيات الحماسة لأحمد بن بكر بن أحمد الحاكم متعه الله به".
وقد تعمد الدكتور عسيلان إغفال هذا لينسب إلى نفسه وبأسلوب دعائي كشفًا لا يقوم على شيء، والذي يرجع إلى نقولات التبريزي في شرحه والبغدادي في خزانة الأدب من شرح أبي عبد الله النمري، ويوازن بينها وبين هذا المختصر يدرك تمامًا أن هذا الذي زعمه الدكتور عسيلان ليس بصحيح، والمختصر - كما رأيناه - يضم ٨٧ بيتًا من باب الحماسة و ١٤ بيتًا من باب الأدب و ٣٧ بيتًا من باب المراثي و ٢٣ بيتًا من باب النسيب و ١٩ بيتًا من باب الهجاء و ٣٣ بيتًا من باب الملح، وبيتًا واحدًا من كل من بابي الصفات والسير والنعاس، وبيتين من باب الملح، وبيتًا واحدًا من باب مذمة النساء، ولا أدري لماذا اتجه الدكتور عسيلان ببحثه هذه الوجهة، وهو يعلم أن المعلومات عن المخطوطات ينبغي أن تكون صحيحة، إذ ليس من المتيسر أن يقف عليها كل الباحثين، وفي هذه الحال يأخذون ما ذكره مأخذ الصدق ويعتمدونه في أعمالهم هذا فضلًا عن أن هذا المختصر قد حققه ودرسه الدكتور علي شارك أرخين، ونال به درجة الدكتوراة عام ١٩٧٣ من كلية اللغة والتاريخ والجغرافية بجامعة انقرة بتركيا، وتوجد مخطوطة دراسته بمكتبة الكلية السالفة الذكر، وقد أغفل أيضًا الدكتور عسيلان ذكر هذا، مع علمي من مسؤولي المكتبة بوقوفه على هذه الدراسة.