للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

و {يأْكُلُونَ} (١) فدل هذا على أنه إذا لم يسرع في قراءته واستعمل التحقيق همز (٢) إنتهى.

قال العبد - رَحِمَهُ اللهُ -: قد حصل من هذا أن أبا عمر (٣) نقل التسهيل وحصل من قول الحافظ "فدل هذا على أنه إذا لم يسرع في قراءته واستعمل التحقيق همز": أن قوله: فأدرج معناه أسرع خلافًا لمن غاب عنه دنك خنق أن أدرج لا يقال بمعنى أسرع وإنما يقال بمعنى وصل، وبنى على هذا المفهوم أن أبا عمرو إنما يسهل الهمزة الساكنة في الوصل خاصة فإذا وقف حققها بناء منه على أن الدرج لا يقال إلا بمعنى الوصل الذي يقابله الوقف (٤).

قال العبد: ولست أنكر أن الدرج يقال بمعنى الوصل ولكن في غير هذا الموضع، وأما في هذا الموضع فلو فسر الدرج بمعنى الوصل لكان ذلك خلاف الحكمة: إذ الوقف موضع استراحة وتخفيف عن المتكلم والوصل موضع عمل واجتهاد فكيف يتناسب أن يحقق في الوقف ويسهل في الوصل مع ما في تحقيق الهمزة من الثقل. بل مذاهب القراء في ذلك ثلاثة.

أحدها: التحقيق في الحالين.

والثاني: التسهيل في الحالين كما تقدم.


(١) جزء من الآية: ١٧٤ البقرة.
(٢) انظر جامع البيان الورقة ١٠٠/ ب.
(٣) في الأصل (أبا عمرو) وهو خطأ والصواب ما أثبته لأن المراد (الدوري) وهو "أبو عمر" بضم العين المهملة كما في باقي النسخ.
(٤) انظر النشر جـ ١ ص ٣٩٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>