للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالحركة كالساكن المدغم كـ: {دَابَّةٍ} (١) و {الطَّامَّةُ} (٢) فجاز وقوع هذه الهمزة الملينة بعد الألف؛ لأنها وإن أشبهت الساكن بما دخل من التسهيل فليست ساكنة بل متحركة بزنة المحققة كما نص عليه سيبويه حيث أنشد (أأن رأت رجلًا أعمى (٣) أضرَّ بهِ) (٤) البيت ولا يلزم التزام هذا في المتطرفة لأن الوقف موضع إسكان، والروم تحريك ضعيف غير ممكن على أنه من حكم للروم بحكم الحركة الممكنة جعلها هناك بين بين أيضًا، كما تقدم.

فإن قيل فهلا جعلت بين بين بعد الياء والواو الزائدتين للمد كما فعل ذلك بعد الألف إذا الكل حروف مد؟

فالجواب أنهم جعلوا للهمزة مع الألف حالًا لا تكون (٥) لها مع الياء والواو: لأن الألف أقعد في باب المد والسكون، ألا ترى أنك لو أردت تحريكها لم تقدر عليه ما دامت ألفًا إلا أن تقلبها ياء أو واوًا أو همزة بخلاف الياء والواو فإنهما يقبلان التحريك، وإن كان يصح وقوع الساكن المدغم بعدهما كقراءة من شدد النون من {أَتُحَاجُّونِّي} (٦)


(١) من مواضعه الآية: ١٦٤ البقرة.
(٢) جزء من الآية: ٣٤ النازعات.
(٣) في (ت) (أمشي).
(٤) وتمامه. ريب المنون ودهر متبل خبل وهو من قول الأعشى انظر الكتاب ج ٣ ص ٥٤٩، ٥٥٠.
(٥) في (س) (لا يكون).
(٦) جزء من الآية: ٨٠ الأنعام. قرأ نافع وابن ذكوان وهشام بخلف عنه بتخفيف النون. والباقون بتشديدها.
انظر التيسير ص ١٠٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>