للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الواو (١) من غير أن ينتهي إلى الواو الخالصة، بل لابد أن يكون الغالب في النطق لفظ الكسرة، ولفظ الياء، ونظير ذلك الإمالة فإنك إذا أملت الفتحة والألف سرى مع الفتحة شوب من لفظ الكسرة ومع الألف شوب من صوت الياء من غير انتهاء إلى الكسر الخالص، والياء الخالصة، وإذا تقرر هذا لزم: أن هذا النوع من الإشمام يدرك بحاسة السمع لأنك تفرق بسمعك بين الكسرة الخالصة في {قِيلَ} والكسرة المشممة، كما تفرق بسمعك بين الفتحة الممالة، والفتحة الخالصة.

فإذا تقرر هذا ظهر أن إطلاق لفظ الإشمام عليه، وعلى الإشمام المستعمل في الوقف ليس على حد واحد ولا بمعنى واحد، فإن المستعمل في الوقف ليس إلا مجرد الإشارة بالشفتين بعد انقطاع الصوت على السكون ولاحظ فيه للسمع، وإنما هو لرأي العين (٢) كما تقدم، ولو سمي هذا الإشمام في {قِيلَ} ونحوه روما لكان أنسب على رأي البصريين، لأنه مسموع، وتسميته إشمامًا على رأي الكوفيين أنسب، وهذا على ما تقدم من كون هذا الإشمام مصاحبًا للنطق، أما من يرى أنه يكون قبل النطق بالحرف، فحينئذ قد يتكلف صاحب هذا القول الإشارة بالشفتين قبل النطق بالقاف من {قِيلَ} ونحوه، ثم ينطق بالقاف خالصة الكسر


الإعلال، وهو لغة قيس وعقيل ومن جاورهم (انظر سراج القارئ ص ١٤٩) والمهذب جـ ١ ص ٤٨.
(١) في الأصل (الشيء من لفظ الضمة) وهو تحريف والصواب ما في باقي النسخ ولذا أثبته.
(٢) والحاصل أن الإشمام هنا غير الإشمام المتقدم في باب الوقف، لأن الإشمام هنا في الحرف الأول، وفي الوصل والوقف، ويسمع، وحرفه متحرك، بخلاف المذكور في باب الوقف فإنه في الحرف الأخير، وفي الوقف فقط، ولا يسمع، وحرفه ساكن. (انظر سراج القارئ/١٤٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>