للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(م): قال الحافظ - رَحِمَهُ اللهُ - (قالون، والزي {بالسو إلا} (١) بواو مشددة بدلَاَ من الهمزة في حال الوصل (٢).

(ش): إنما فعلا ذلك لأن أصلهما في الهمزتين المسكورتين من كلمتين تسهيل الأولى وتحقيق الثانية والأصل في تسهيلها جعلها بين الهمزة والياء على حركتها كما تقدم في باب الهمزتين (٣) لكن عرض هنا وقوع الواو الساكنة قبل الهمزة فأبدلا من الهمزة واواً، وأدغما الواو الأولى في الثانية، وهذا النوع من التسهيل يطرد إذا كانت الواو التي قبل الهمزة زائدة للمد، فأما الواو التي قبل الهمزة في قوله تعالى: {بِالسُوءِ} (٤) فليست بزائدة، وإنما هي عين الكلمة، لكن من العرب من يجري الواو الأصلية إذا سكنت قبل الهمزة مجرى الزائدة فأجرى قالون والبزي هذه الواو مجرى الواوفي {قُرُوء} على ما تقدم في باب الوقف لحمزة، وهشام ومن العجب قول الحافظ في المفردات في رواية (البزي) بعد أن ذكر هذا الوجه من إبدال الهمزة واواً وإدغام الواو الأولى في المبدلة من الهمزة ثم قال: (وهذا الذي لا يجوز في التسهيل غيره) (٥)، وكان ينبغي للحافظ أن يقول في التيسير في هذا الموضع (فإذا وقفا حققا الهمزة) لكنه استغنى عن ذلك لأنه قدم في باب الهمزتين من كلمتين ما يدل على ذلك


(١) جزء من الآية: ٥٣ يوسف.
(٢) انظر التيسير ص ١٢٩.
(٣) جزء من الآية: ٥٣ يوسف.
(٤) انظر المفردات ص ١٠٢.
(٥) وفي النشر وهذا عجيب من الداني فإن ذلك إنما يكون إذا كانت الواو زائدة. (النشر جـ ١ ص ٣٨٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>