للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكان له - رضي الله عنه - بستان يحمل في السنة الفاكهة مرتين، وكان فيها ريحان يجيء منها ريح المسك (١).

ب - دعاؤه - صلى الله عليه وسلم - لأم أبي هريرة - رضي الله عنه -، فأسلمت فورًا، قال أبو هريرة - رضي الله عنه -: كنت أدعو أمي إلى الإسلام وهي مشركة، فدعوتها يومًا فأسمعتني في رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما أكره، فأتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا أبكي. قلت: يا رسول الله، إني كنت أدعو أمي إلى الإسلام فتأبى عليَّ، فدعوتها اليوم فأسمعتني فيك ما أكره، فادع الله أن يهدي أمَّ أبي هريرة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «اللَّهم اهد أمَّ أبي هريرة»، فخرجت مستبشرًا بدعوة نبي الله - صلى الله عليه وسلم -، فلما جئت فصرت إلى الباب فإذا هو مجاف (٢)، فسمعت أمي خشف قدميَّ (٣)، فقالت: مكانك يا أبا هريرة، وسمعتُ خضخضة الماء (٤)، قال: فاغتسلت ولبست درعها، وعجلت عن خمارها، ففتحت الباب ثم قالت، يا أبا هريرة: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، قال: فرجعت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأتيته وأنا أبكي من الفرح، قال قلت: يا رسول الله، أبشر قد استجاب الله دعوتك، وهدى أمَّ أبي هريرة، فحمد الله وأثنى عليه، وقال خيرًا، قال: قلت يا رسول الله! ادع الله أن يحببني أنا وأمي إلى عباده المؤمنين، ويحببهم إلينا. قال: فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «اللهم حبب عُبيدك هذا وأمَّه إلى عبادك المؤمنين وحبب إليهم المؤمنين» , فما خُلِقَ مُؤمِنٌ يسمع ربي ولا يراني إلا أحبني (٥).


(١) شروط الدعاء وموانع الإجابة في ضوء الكتاب والسنة، سعيد بن علي بن وهف القحطاني ص ٧٦، ط/ مؤسسة الجريسي، الرياض.
(٢) أي مغلق.
(٣) أي صوتهما في الأرض.
(٤) خضخضة الماء: أي صوت تحريكه.
(٥) أخرجه مسلم، كتاب: فضائل الصحابة، باب: من فضائل أبي هريرة - رضي الله عنه -، رقم ٢٤٩١.

<<  <   >  >>